مطل الغني ظلم: شرح حديث مَطْلُ الغني ظلم، وإذا أُتْبِعَ أحدكم على مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ
وقال البخاري: باب في الحوالة وهل يرجع في الحوالة، وقال الحسن لقتادة: إذا كان يوم أحال عليه مليًّا جاز، وقال ابن عباس: يتخارج الشريكان وأهل الميراث، فيأخذ هذا عينًا وهذا دينًا، فإن نوى لأحدهما لم يرجع على صاحبه [3]. قال الحافظ: (قوله: وقال الحسن لقتادة: إذا كان أي المحال عليه يوم أحال عليه مليًّا جاز؛ أي: بلا رجوع، ومفهومه أنه إذا كان مفلسًا، فله أن يرجع، وقال: مالك لا يرجع إلا إن غره كأن علم فلس المحال عليه ولم يعلمه بذلك، وقال الحسن وشريح وزفر: الحوالة كالكفالة فيرجع على أيهما شاء. قال الحافظ: وبه يشعر إدخال البخاري أبواب الكفالة في كتاب الحوالة) [4]. قال في الاختيارات: (والحوالة على ماله في الديون إذًا في الاستيفاء فقط، والمختار الرجوع ومطالبته) [5] ؛ انتهى، والله أعلم. قال الحافظ: (واستدل بالحديث على ملازمة المماطل وإلزامه بدفع الدين، والتوصل إليه بكل طريق وأخذه منه قهرًا، واستدل به على اعتبار رضا المحيل والمحتال دون المحال عليه؛ لكونه لم يذكر في الحديث، وبه قال الجمهور، وفيه الإرشاد إلى ترك الأسباب القاطعة لاجتماع القلوب؛ لأنه زجر عن المماطلة، وهي تؤدي إلى ذلك) [6] ؛ انتهى، وبالله التوفيق.
حديث:
ولهذا جاء عن بعض السلف: أن كل ما يستفاد من هذا المال، يعني مما يعود عليه بأرباح، ومكاسب، وما إلى ذلك، فهو سحت، في هذه المدة الزائدة عن الأجل، الآن الأجل بعد اثنا عشر شهرًا، يستطيع أن يعطيه بعدين، بكره، الأسبوع القادم، بعد شهر، أمهلني شهرين، أمهلني إلى نهاية ذي الحجة، أمهلني إلى محرم، أمهلني أمهلني، وأكثر المرات ما يرد أصلاً، فيمضي سنوات على هذا، فيخرج مكاسبًا، وأرباحًا، ويعمل هذا، وفي مضاربات، وفي تجارات، وبيع، وشراء، وأحيانًا ربا، بعض هؤلاء يأخذ من هذا، ومن هذا من غير حاجة، ويضعها في بنوك ربوية، ويأخذ عليها الربا، وهذا موجود للأسف. فكل ما يأخذه بعد الأجل -كما قال بعض السلف-: فهو سحت، حرام، يتكسب بأموال الناس بغير حق، فهنا {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ} هذا من جملة الأمانات، حقوق الناس المالية، سواء كان قرضًا، أو غير ذلك، وقال تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}. ثم ذكر حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع [3] متفق عليه. مطل الغني ظلم عرفنا معنى المطل، وهنا قوله: مطل الغني فأل هذه معرفة، فهي مفيدة للجنس، يعني جنس الغني، فهي للعموم، ومن ثم هل هذا العموم يدخل فيه الوالد، إذا أخذ الوالد من ولده على مدة معينة، أجل معلوم، قرض، أو قيمة بيع، عقار، أو شيء من هذا القبيل، سلعة، ثم جاء الأجل، وصار يماطله، الأب يماطل الولد، فهنا مطل الغني ظلم وفي رواية: أن النبي ﷺ قال: يحل عرضه، وعقوبته [4] أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-.
مطل الغني الحمد لله الملك المحمود، الرحيم المعبود، المعروف بالكرم والجود، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.. أما بعد: فإن قضاء الدين من الواجبات المتحتمة على المؤمن، لأنه مرهون بدينه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه) 1. والله -عز وجل- يغفر برحمته للعبد كل شيء إلا الدين، كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين) 2. والنبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بحسن القضاء، بل خير الناس هم الذين يحسنون القضاء، كما قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم أحسنكم قضاء) 3 ، ومن حُسن القضاء أن يعجل الإنسان بقضاء دينه، ولا يماطل إذا كان قادراً، ولو كان صاحب الدين غنياً؛ لأن مطل الغني ظلم، كماء جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مطل الغني ظلم، فإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع) 4. ووفي رواية: (المطل ظلم الغني) 5 "والمعنى أنه من الظلم، وأطلق ذلك للمبالغة في التنفير عن المطل، وقد رواه الجوزقي من طريق همام عن أبي هريرة بلفظ: (إن من الظلم مطل الغني) 6 وهو يفسر الذي قبله" 7.
![]()
متى يكون الرجل مماطلاً بالدين؟ لا يكون مماطلاً إلا بعد الطلب من صاحب الدين سواء كان هذا الطلب حقيقة أو حكماً: كأن يترك الطلب استحياء أو خوف أذية فهو في حكم الطلب. وقيل أيضاً: لا يكون مطلاً إلا بعد حلول الأجل: قال في المنتقى:"وإنما يكون مطلاً بعد حلول أجله، وتأخير ما بيع على النقد عن الوقت المعتاد في ذلك على وجه ما جرت عليه عادة الناس من القضاء قد جاء التشديد فيه" 12. "ويجب الأداء بواحد من ستة: خوف فوته بموته، أو مرضه، أو ذهاب ماله، أو موت المستحق، أو طلبه، أو علم حاجته إليه" 13. ولا يكون مطلاً إلا من الميسر الغني أما الفقير فلا، قال في المنتقى:"ووصفه بالظلم إذا كان غنياً خاصة، ولم يصفه بذلك مع العسر، وقد قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (280) سورة البقرة ، وإذا كان غنياً فمطل بما قد استحق عليه تسليمه فقد ظلم.. وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ليُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته) 14 فعرضه التظلم منه بقول: مطلني وظلمني، وقال بعض العلماء في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- (وعقوبته) سجنه حتى يؤدي" 15. والمماطل فاسق ترد شهادته، قال في الشرح الكبير: "وفي الحديث (مطل الغنى ظلم).. أي أن المطل من موانع الشهادة" 16.
[1] فتح الباري: (4/ 465). [2] فتح الباري: (4/ 466). [3] صحيح البخاري: (3 /123). [4] فتح الباري: (4/ 464). [5] الاختيارات الفقهية: (1 /477). [6] فتح الباري: (4/ 466).
عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
مطل الغني - فقه
فهنا هل مطل الوالد لولده، الوالد هل هو داخل في هذا العموم مطل الغني حتى لو كان والدًا باعتبار أنه أحد أفراد العموم، من أهل العلم من قال بهذا، ومنهم من منعه باعتبار أن النبي ﷺ قال: أنت، ومالك لأبيك [5] فلا يدخل فيه مطل الوالد.
- لوحة المفاتيح الظاهرية – أدوات الإدخال من Google
- مرهم فولتارين للعضلات
- مغاسل الجبر مكة
- مطل الغني ظلم - إسلام ويب - مركز الفتوى
ا لخطبة الأولى ( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ. أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَطْلُ الْغَنِىِّ ظُلْمٌ وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ ». وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد بلفظ: « الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِىِّ وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ ». إخوة الإسلام موعدنا اليوم -إن شاء الله- ، مع بعض الأحكام الشرعية ، والتوجيهات والوصايا النبوية ، والتي يبين فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة التأخير في سداد الديون ، وأذية أصحاب الديون الذين أحسنوا إلى الناس ، فأعطوا الأموال، وائتمنوا الغير عليها ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم – أنه لا يحق للمسلم إذا كان قادراً على السداد أن يتأخر عن السداد ، أو أن يماطل فيه، وأنه إذا فعل ذلك كان من الظالمين فقال صلى الله عليه وسلم: « مَطْلُ الْغَنِىِّ ظُلْمٌ »، ومعنى المطل: التأخير؛ أي: تأخير الغني الواجد للمال قضاء ما عليه من الدَّين.
فقال يا رسول الله: «قد أديت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة وليس لها بينة». فقال: «أعطها فإنها محقة». 2- وروي أن رجلا قال: يا رسول الله، أرأيت إن جاهدت بنفسي ومالي فقتلت صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، أدخل الجنة؟ قال: نعم. فقال ذلك مرتين أو ثلاثا. قال: «إلا أن مت وعليك دين وليس عندك وفاء». وأخبرهم بتشديد أنزل، فسألوه عنه فقال: «الدين والذي نفسي بيده، لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله ما دخل الجنة حتى يقضي دينه». 3- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا يصلي على رجل مات وعليه دين. فأتي بميت، فقال: أعليه دين؟ قالوا: نعم، ديناران فقال: صلوا على صاحبكم. فقال أبو قتادة الانصاري: هما علي يا رسول الله. قال: فصلى عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فلما فتح الله على رسوله، صلى الله عليه وسلم، قال: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فمن ترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. 4- وحديث البخاري عن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».. مطل الغني ظلم: عن أبي هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع» رواه أبو داودو غيره.
ومعنى المطل: التأخير؛ أي: تأخير الغني الواجد للمال قضاء ما عليه من الدَّين. وأما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ. فقد قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: وَمَعْنَاهُ: وَإِذَا أُحِيلَ بِالدَّيْنِ الَّذِي لَهُ عَلَى مُوسِرٍ، فَلْيَحْتَلْ. فممانعة الإنسان الذي عليه دَين عن الوفاء، وهو غني قادرٌ على الوفاء؛ ظلم، وهذا منع ما يجب؛ لأن الواجب على الإنسان أن يبادر بالوفاء إذا كان له قدرة، ولا يحل له أن يؤخر، فإن أخر الوفاء وهو قادر عليه؛ كان ظالمًا -والعياذ بالله-. وقوله: من أحيل على مليء فليتبع.. يعني: إذا كان إنسان له حق على زيد، وقال له زيد: أنا أطلب عمرًا مقدار حقي. يعني مثلًا زيد مطلوب 100 جنيه، وهو يطلب عمرًا100 جنيه، فقال: أنا أحيلك على عمرو في 100 جنيه. فليس للطالب أن يقول: لا أقبل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من أحيل على مليء، فليتبع، إلا إذا كان المحول عليه فقيرًا، أو مماطلًا، أو قريبًا للشخص لا يستطيع أن يرافعه عند الحاكم. فإذا وجد مانع فلا بأس أن يرفض الحوالة، وأما إذا لم يكن مانع فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقبل الحوالة، قال: فليتبع.
- البنكرياس غدة قنوية وصماء
- خلفيات عن الام المتوفية حزينة عراقية
- العاب على اثنين
- صاع التمر كم كيلو متر
- بيوتي سيكرت مكة مباشر
- رابط مباراه المنتخب السعودي مباشر
- جاهزة للكتابة عليها خريطة مفاهيم فارغة
- المسافة بين ابها والرياض
- تصنيف الطيور في السلسلة الغذائية
- نسبريسو لاتيسما ون
- الطواف حول الكعبة
- مسلسل اهل الوفا
- تحويل تيك توك
- رسم فصل الربيع
- عزيمة عشاء انستقرام
November 25, 2022, 6:10 pm